الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية التصريحات الاستفزازية للمرزوقي تحت مجهر السياسيين

نشر في  17 ديسمبر 2014  (10:42)

أطلق محمد المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت الحالي والمترشح للدور الثاني للرئاسية الذي سيجرى يوم الأحد 21 ديسمبر المقبل، تصريحات مدوّية أفاد فيها بأن تزويرا انتخابيا قد يحصل في صورة عدم فوزه في الرئاسية التي يتسابق فيها مع الباجي قائد السبسي مرشح حركة نداء تونس ورئيسها قائلا: «دون تزوير لن ينجحوا» في إشارة إلى منافسه المذكور، وذلك خلال ليلة انطلاق الحملة الانتخابية في خطاب ألقاه وسط تجمّع لأنصاره في منطقة باب سويقة...
ونتيجة لما أثارته هذه التصريحات المستفزّة للعديد من ردود الأفعال المختلفة على الساحة الوطنية والسياسية والتي عبرت أغلبها عن استنكار واضح ورفض لها، كان لأخبار الجمهورية رصد لآراء بعض الأطراف السياسية وقراءة لمواقفها بخصوص ما قاله المرزوقي.
وفي هذا السياق أعربت حركة نداء تونس عن استنكار واضح من تصريحات المرزوقي التي وجهها لمرشحهم الباجي قائد السبسي بخصوص إمكانية حدوث تزوير في الانتخابات، معتبرة أن تصريحاته تعد تشكيكا في مصداقيّة الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات وتهديدا للسّلم والأمن الاجتماعيين، إلى جانب عدم القبول مسبقا بنتائج الانتخابات الرّئاسيّة في دورتها الثّانية، وحثّا على إدخال البلاد في الفوضى.
 كما دعت الحركة الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات إلى اتّخاذ الإجراءات القانونيّة ضدّ هذه التّجاوزات والتّهديدات الخطيرة وفق ما ورد في نص بيانها.
من جهتها نددت الهيئة المذكورة بتصريحات المرزوقي الأخيرة معتبرة إياها تشكيكا في مصداقية ونزاهة الهيئة التي ما انفكت تسهر على حسن سير الانتخابات، واعتبرت أنها تصريحات غير مسؤولة.
كما صرح نبيل بفون أن الهيئة -والتي يعد احد أعضائها- ستجتمع للنظر في هذه التصريحات قصد القيام بعدد من  الإجراءات التي ستكون ردعية بحسب تعبيره.

سمير بالطيب: تصريحات لاديمقراطية لشخص غير ديمقراطي

ندد سمير بالطيب الناطق الرسمي باسم الاتحاد من أجل تونس بتصريحات المرزوقي قائلا: «نحن نندد بهذه التصريحات الخطيرة واللامسؤولة والتي إن عبرت فهي تعبر عن غياب الحس الديمقراطي لشخص المنصف المرزوقي اللاديمقراطي، والذي يؤكده شعار حملته الانتخابية «ننتصر أو ننتصر» الدال على عدم القبول إلا بفرضية الفوز فإما عبر صناديق الاقتراع أو عبر طرق أخرى..»
كما أضاف بالطيب أن تصريحات المترشح المرزوقي هي مسألة مرفوضة أخلاقيا وسياسيا-وفق تعبيره- وتساهم في تقسيم الشعب التونسي والتشويش على العملية السياسية التي أوشكت على الانتهاء وفي ربع ساعتها الأخيرة.
واعتبر أن الشعب التونسي سيحاسب المرزوقي على كلامه لأن الرهان الحقيقي في هذه اللعبة الانتخابية التي يتنافس فيها مع المترشح الباجي قائد السبسي هو تونس نظرا لأنها محل أنظار واستقطاب العالم أجمع، مناديا المرزوقي بالتوجه في خطابه بالحديث عن الحصيلة التي قدمها أثناء فترة حكمه والمكاسب التي حققها وحول المشاريع والبرامج الانتخابية للفوز لا عبر تصريحات لا تعبّر عن التوازن والتعقل.

جوهر بن مبارك: ما يصدر عن المرزوقي غير مسؤول ولا يرتقي إلى مستوى رئاسة الجمهورية

أما جوهر بن مبارك المنسق العام لشبكة دستورنا فقد أكد لنا بأن التصريحات المذكورة لامسؤولة ولا ترتقي إلى مستوى رئاسة الجمهورية باعتبار أن قائلها هو الرئيس الحالي المؤقت، مضيفا أنها أتت في فترة حساسة تشهد فيها المرحلة الانتخابية تصعيدا لفظيا وكأن هناك إستراتيجية من طرف المرزوقي قصد جرّ الوضع لمزيد من الاحتقان في محاولة منه لحصر كل الأطراف المنافسة في زاوية مغلقة دون علمه أن خطابه لن يخدمه في المرحلة المقبلة.
وأعرب بن مبارك في ذات تصريحه عن استغرابه الشديد لتصريحات المترشح للرئاسية التي سيكون هو المتضرر الأكبر منها خاصة وانه يعلم جيدا بعملية سير إجراء الانتخابات منذ سنة2011  إلى حدود الانتخابات الأخيرة والتي لم تؤشر على وجود عمليات تزوير كبرى وواضحة بشكل مفضوح لقلب وتغيير النتائج.  
وأضاف : «حقيقة لا توجد دواع ومبررات موضوعية لمثل هذه التصريحات التي تعد تشكيكا في نزاهة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والتي ساهمت بشكل كبير في انجاز انتخابات تحترم شروط النزاهة والشفافية، سوى أن يكون تمهيدا للرأي العام التونسي قبل هزيمته في الرئاسية عبر حملة تصعيدية تندرج في إطار خطة استراتيجية».
وفي المقابل قال جوهر بن مبارك ان حملة الباجي قائد السبسي شهدت هي أيضا انجرارا نحو الخطاب التصعيدي الشيء الذي لا يساهم في خدمة الانتقال الديمقراطي ويؤدي إلى تشويش الصورة أمام الناخبين في مرحلة تعرف عزوفا متزايدا من قبلهم.

زياد لخضر: تصعيد خطير يدل على رفض مسبق لنتائج الانتخابات

وفي سياق متصل أفاد زياد لخضر القيادي بالجبهة الشعبية والنائب بمجلس الشعب أن تصريح المرزوقي يتسم بالخطورة لأنه يرهن ويحصر المسار الانتخابي ونتائجه بفوزه دون سواه، في حين كان من المفترض أن يعمل مع الجميع من أجل فرض انتخابات نزيهة وشفافة وفق معايير دولية ليقبل مختلف أطياف الشعب التونسي بنتائجها وهو ذات التمشي الذي اعتمدته وسعت إليه الجبهة الشعبية في الانتخابات الأخيرة وفق تعبيره.
ومن ناحية أخرى أشار لخضر الى أن تصريحات المرزوقي هي دليل قاطع على رفض مسبق لنتائج الانتخابات القادمة في صورة عدم فوزه وسعي إلى جرّ البلاد إلى ما لا تحمد عقباه.

رياض المؤخر: كلام أشبه برقصة الديك المذبوح

قال القيادي بحزب آفاق تونس رياض المؤخر والنائب بمجلس الشعب إن تصريحات المرزوقي اللامسؤولة وفق تعبيره هي أشبه برقصة الديك المذبوح، باعتبار أنه أحس بأنّ حظوظه في الفوز في الدور الثاني للرئاسية ضعيفة مقارنة بمنافسه الباجي قائد السبسي.
كما أضاف المؤخر أن المرزوقي يريد من خلال خطابه الذي يحذر فيه من إمكانية تزوير الانتخابات المستبعدة ـ وفق قوله ـ بعث رسالة مشفرة لفئة معينة من الناخبين، مشيرا إلى أن تصريحاته تلوح بالتشكيك في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وكلّ الجمعيات والمنظمات والمراقبين الذين يسهرون على نجاح المرحلة الانتخابية وشفافيتها من عتيد وشاهد ومراقبون وغيرهم..
ومن ناحية أخرى قال القيادي بآفاق تونس :» إذا شكّك المترشح المرزوقي في نزاهة الانتخابات المنتظرة فالحريّ بنا إذن التشكيك في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 23 أكتوبر 2011 والتي أفرزت وجوده وترؤسه للجمهورية التونسية».  

اعداد: منارة تليجاني